د. محمد مهدي ياسين الخفاجي،
جامعة ذي قار، العراق
الملخص
من خلال تناولنا للرواية العراقية والإيرانية تبين لنا ان الحرمان في الرواية قد ارتبط بالمرأة العراقية ارتباطاً وثيقاً من خلال واقعها الذي عاشته، فالحروب العبثية المتعاقبة المتوالية قد ألقت بظلالها على مجتمعها، وباتت رحى الحروب تطحن كل عزيز عليها لكونها الأم والأخت والزوجة والبنت فبالتأكيد ستكون المتأثر الأول بمثل هكذا أوضاع استثنائية، ولا بد من الإشارة إلى ان ما يخلفه الحرمان من مشاعر حزن وألم ووجع لدي المرأة هو واحد، ولا يمكن ان نحصره بهوية عراقية او إيرانية أو جنسية بحد ذاتها،على الرغم من الارتباط الوثيق بالمرأة العراقية من حيث الكم ، لكن المرأة الإيرانية هي الأخرى كان لها حظاً وافرا فيه، فالمشاعر الإنسانية الوجدانية تفوق كل حدود، والألم هو سمة جامعة للحرمان ، ومما يجدر الإشارة إليه ايضا ان المجتمعات المحافظة لها مراسيمها الخاصة يتمثل من خلالها الحرمان، ويتأطير بعادات وتقاليد محددة عرفاً من الأقدمين ولا يمكن الخروج عنه البتة . و لا بد من الإشارة إلى ان واقع الحرمان يعكس على الفرد معاناة بغض النظر ان كان امرأة او رجلا الا اننا ارتأينا ان ننتقي واقع المرأة كونها الأكثر احساسا وعاطفة وتأثيرا وتأثرا ، فالحرمان قاتل للموهبة وساحق للشخصية ومُلغي للوجود ومُقصي للكينونة يجعل منها نكرةً لا وجود لها , ان موقع المرأة على خارطة الوجود الإنساني بأبعاده الإنسانية والاجتماعية والتكوينية الجسدية والأعراف المحيطة بها, والموروث التاريخي الذي تحمله, يوجه نظرها في اتجاه خاص, ويجعل مساحتها الإبداعية موزعة تجاه محاور جديدة بالتعبير عنها, ومناقشة تفصيلاتها والتوغل في تكوينها بغض النظر عن جنسيتها او نشأتها او تكوينها.