نحو قراءة جديدة للخطاب القرآني في ضوء اللسانيات المعرفية

 

بوحادة صليحة  و د. بن يحي يحي،

جامعة ورقلة و جامعة غرداية، الجزائر

الملخص

تهدف ورقتنا البحثية إلى دراسة مدى إمكانية الاستفادة من ناتج البحوث اللسانية المعاصرة لمزيد من التحليل والفهم لنصوص اللغة المختلفة، والتي منها النص القرآني على سبيل المثال، باعتباره خطابا متميزا في لغته ومضامينه، وذلك من خلال الجمع بين مبادئ اللسانيات النظرية والتطبيقية، والتركيز على حقل اللسانيات المعرفية التي تعنى بدراسة مختلف المعارف والعمليات الذهنية والنفسية المؤطرة للذهن البشري، والتي يمكن إدراكها عن طريق الجهاز اللغوي؛ وهي بذلك تركز على الآليات الذهنية والعصبية المتحكمة في العملية اللغوية إرسالا واستقبالا. وتنطلق إشكالية الورقة من ملاحظة مفادها أنّ ظاهرة الخطاب القرآني باعتبار أصله السماوي، تستدعي من الدارسين في حقل اللسانيات عامة واللسانيات التطبيقية تحديدا، عناية خاصة بالنظر إلى خصوصيات لغة القرآن الكريم الدينية والتاريخية والفكرية والإعجازية ...إلخ مما يتطلب عناية خاصة في دراسة هذا الخطاب وتحليله، بما يتماشى وتلكم المميزات التي يتفرّد بها عن باقي الخطابات الآدمية. وبناء عليه، فإنّ الورقة عبارة عن محاولة للإسهام في شرح خصوصيات هذه الظاهرة اللسانية في ضوء اللسانيات المعرفية، والنظر في ما يتمتّع به الخطاب القرآني من مميزات تجعله حقيقا بالدراسة معرفيا في إطار حقل الدراسات اللسانية؛ وذلك من خلال الاستئناس بآراء وتحليلات المفسرين واللغويين في مقابل مبادئ علم اللغة الحديث ومناهجه. ومن النتائج المتوخاة للدراسة ما يلي: 1- قراءة الخطاب القرآني قراءة جديدة  تقوم على أسس اللسانيات المعرفية بما يفتح المجال لتجريب مبادئ البرمجة اللغوية العصبية في تعليم العربية من خلال القرآن الكريم...إلخ. 2- توسيع دائرة الدرس اللغوي لتشمل العناية بما يؤثر في اللغة أو يتأثر بها، وذلك بتجاوز الدرس النحوي والبلاغي إلى التعمق في دراسة عوالم النفس والذهن. 3- التركيز على تحقيق الاتصال الفعال مع الآخرين، والذي لا يتأتى إلا بمعرفة طبيعة المخاطبين كبرامجهم العقلية، وكيفية استقبالهم ومعالجتهم للمثيرات الخارجية سواء أكانت مثيرات لغوية أم غيرة لغوية، وكيفية فهمهم للعالم؛ ومن ثم كيفية التأثير فيهم لغويا.

الكلمات المفتاحية: اللسانيات المعرفية-الخطاب القرآني- الأنظمة التمثيلية- الإعجاز التواصلي.